فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الكَرْماني:

سورة هود:
204- قوله تعالى: {فإن لم يستجيبوا لكم فاعملوا} 14 بحذف النون والجمع وفي القصص فإن لم بإثبات النون لك فاعلم 13 على الواحد عدت هذه الآية من المتشابه في فصلين أحدهما حذف النون من فإن لم في هذه السورة وإثباتها في غيرها وهذا من فعل الخط وقد ذكرته في كتابة المصاحف والثاني جمع الخطاب هاهنا وتوحيده في القصص لأن ما في هذه السورة خطاب للكفار والفعل يعود لمن استطعتم وما في القصص خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والفعل للكفار.
205- قوله: {وهم بالآخرة هم كافرون} 19 سبق.
206- قوله: {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون} 22 وفي النحل: {هم الخاسرون} 109 لأن هؤلاء صدوا عن سبيل الله وصدوا غيرهم فضلوا فهم الأخسرون يضاعف لهم العذاب وفي النحل صدوا فهم الخاسرون قال الخطيب لأن ما قبلها في هذه السورة: {يبصرون} 20 {يفترون} 21 لا يعتمدان على ألف بينهما وفي النحل: {الكافرون} 83 و{الغافلون} 108 فللموافقة بين الفواصل جاء في هذه السورة: {الأخسرون} وفي النحل: {الخاسرون}.
207- قوله: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير} 25 بالفاء وبعده فقال الملأ 27 بالفاء وهو القياس وقد سبق.
208- قوله: {وآتاني رحمة من عنده} 28 وبعده: {وآتاني منه رحمة} 63 وبعدهما: {ورزقني منه رزقا حسنا} 88 لأن عنده وإن كان ظرفا فهو اسم فذكر الأولى بالصريح والثانية والثالثة بالكناية لتقدم ذكره فلما كنى عنه قدمه لأن الكناية يتقدم عليها الظاهر نحو ضرب زيد عمرا فإن كنيت عن عمر قدمته نحو عمرو ضرب زيد وكذلك زيد أعطاني درهما من ماله فإن كنيت عن المال قلت المال زيد أعطاني منه درهما.
قال الخطيب لما وقع {آتاني رحمة} 28 في جواب كلام فيه ثلاثة أفعال كلها متعد إلى مفعولين ليس بينهما حائل بجار ومجرور وهو قوله: {ما نراك إلا بشرا مثلنا} 27 {وما نراك اتبعك} 27 {بل نظنكم كاذبين} 27 أجرى الجواب مجراه فجمع بين المفعولين من غير حائل.
وأما الثاني فقد وقع في جواب كلام قد حيل بينهما بجار ومجرور وهو قوله: {قد كنت فينا مرجوا} 62 لأن خبر كان بمنزلة المفعول كذلك حيل في الجواب بين المفعولين بالجار والمجرور.
209- قوله: {يا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله} 29 في قصة نوح وفي غيرها: {أجرا إن أجري} لأن في قصة نوح وقع بعدها: {خزائن} 31 ولفظ المال بالخزائن أليق.
210- قوله: {ولا أقول إني ملك} 31 وفي الأنعام: {ولا أقول لكم إني ملك} 50 لأن في الأنعام آخر الكلام فيه جاء بالخطاب وختم به وليس في هذه السورة آخر الكلام بل آخره: {تزدرى أعينكم} 31 فبدأ بالخطاب وختم به في السورتين.
211- قوله: {ولا تضرونه شيئا} 57 وفي التوبة: {ولا تضروه شيئا} 39 ذكر هذا في المتشابه وليس منه لأن قوله: {ولا تضرونه شيئا} عطف على قوله: {ويستخلف ربي} 57 فهو مرفوع وفي التوبة معطوف على {يعذبكم}، {يستبدل} 39 وهما مجزومان فهو مجزوم.
212- قوله: {ولما جاء أمرنا نجينا هودا} 58 94 في قصة هود وشعيب بالواو وفي قصة صالح ولوط: {فلما} 66 82 بالفاء لأن العذاب في قصة هود وشعيب تأخر عن وقت الوعيد فإن في قصة هود: {فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم} 57 وفي قصة شعيب: {سوف تعلمون} 93 والتخويف قارنه التسويف فجاء بالواو المهملة وفي قصة صالح ولوط وقع العذاب عقيب الوعيد فإن في قصة صالح: {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} 65 وفي قصة لوط: {أليس الصبح بقريب} 81 فجاء الفاء للتعجيل والتعقيب.
213- قوله: {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة} 60 وفي قصة موسى: {في هذه لعنة} 99 لأنه لما ذكر في الآية الأولى الصفة والموصوف اقتصر في الثانية على الموصوف للعلم والاكتفاء بما قبله.
214- قوله: {إن ربي قريب مجيب} 61 وبعده: {إن ربي رحيم ودود} 90 لموافقة الفواصل ومثله: {لحليم أواه منيب} 75 وفي التوبة: {لأواه حليم} 114 للروي في السورتين.
215- قوله: {وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب} 62 وفي إبراهيم: {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} لأنه في السورتين جاء على الأصل وتدعونا خطاب مفرد وفي إبراهيم لما وقع بعده: {تدعوننا} بنونين لأنه خطاب جمع حذف منه النون استثقالا للجمع بين النونات ولأن في إبراهيم اقترن بضمير قد غير ما قبله بحذف الحركة وهو الضمير المرفوع في قوله كفرنا فغير ما قبله في إننا بحذف النون وفي هود اقترن بضمير لم يغير ما قبله وهو الضمير المنصوب والضمير المجرور في قوله: {فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} 62 فصح كما صح.
216- قوله: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} 67 ثم قال: {وأخذت الذين ظلموا} 94 التذكير والتأنيث حسنان لكن التذكير أخف في الأولى بحذف حرف منه وفي الأخرى وافق ما بعدها وهو: {كما بعدت ثمود} 95
قال الخطيب: لما جاءت في قصة شعيب مرة {الرجفة} ومرة {الظلة} ومرة {الصيحة} ازداد التأنيث حسنا.
217- قوله: {في ديارهم} 67، 94 في موضعين في هذه السورة لأنه اتصل بالصيحة وكانت من السماء فازدادت على الرجفة لأنها الزلزلة وهي تختص بجزء من الأرض فجمعت مع الصيحة وأفردت مع الرجفة.
218- قوله: {إن ثمودا} 68 بالتنوين ذكر في المتشابه فقلت ثمود من الثمد وهو الماء القليل جعل اسم قبيلة فهو منصرف من وجه وغير منصرف من وجه فصرفوه في حال النصب لأنه أخف أحوال الاسم ولم يصرفوه في حال الرفع لأنه أثقل أحوال الاسم وجاز الوجهان في الجر لأنه واسطة بين الخفة والثقل.
219- قوله: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} 117 وفي القصص: {مهلك القرى} 59 لأن الله تعالى نفى الظلم عن نفسه بأبلغ لفظ يستعمل في النفي لأن هذه اللام لام الجحود وتظهر بعدها أن ولا يقع بعدها المصدر وتختص بكان معناه ما فعلت فيما مضى ولا أفعل في الحال ولا أفعل في المستقبل فكان الغاية في النفي وما في القصص لم يكن صريح ظلم فاكتفى بذكر اسم الفاعل وهو أحد الأزمنة غير معين ثم نفاه.
220- قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} 81 وفي الحجر: {بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد} 65 استثنى في هذه السورة من الأهل قوله: {إلا امرأتك} 81 ولم يستثن في الحجر اكتفاء بما قبله وهو قوله: {إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته} 58- 60 فهذا الاستثناء الذي تفردت به سورة الحجر قام مقام الاستثناء من قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} وزاد في الحجر {واتبع أدبارهم} 65 لأنه إذا ساقهم وكان من ورائهم علم بنجاتهم ولا يخفى عليه حالهم. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال القرطبي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة هود عليه السلام مكية إلا الآيات 12، 17، 114 فمدنية وآياتها 123 نزلت بعد يونس. مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس وقتادة: إلا آية؛ وهي قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114]. وأسند أبو محمد الدارمي في مسنده عن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا سورة هود يوم الجمعة». وروى الترمذي عن ابن عباس قال قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت! قال: «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت». قال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي شيء من هذا مرسلا.
وأخرجه الترمذي الحكيم أبو عبدالله في نوادر الأصول: حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا محمد بن بشر عن علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: قالوا يا رسول الله نراك قد شبت! قال: «شيبتني هود وأخواتها». قال أبو عبدالله: فالفزع يورث الشيب وذلك أن الفزع يذهل النفس فينشف رطوبة الجسد، وتحت كل شعرة منبع، ومنه يعرق، فإذا انتشف الفزع رطوبته يبست المنابع فيبس الشعر وابيض؛ كما ترى الزرع الأخضر بسقائه، فإذا ذهب سقاؤه يبس فابيض؛ وإنما يبيض شعر الشيخ لذهاب رطوبته ويبس جلده، فالنفس تذهل بوعيد الله، وأهوال ما جاء به الخبر عن الله، فتذبل، وينشف ماءها ذلك الوعيد والهول الذي جاء به؛ فمنه تشيب. وقال الله تعالى: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} [المزمل: 17] فإنما شابوا من الفزع. وأما سورة هود فلما ذكر الأمم، وما حل بهم من عاجل بأس الله تعالى، فأهل اليقين إذا تلوها تراءى على قلوبهم من ملكه وسلطانه ولحظاته البطش بأعدائه، فلو ماتوا من الفزع لحق لهم، ولكن الله تبارك وتعالى اسمه يلطف بهم في تلك الأحايين حتى يقرؤوا كلامه. وأما أخواتها فما أشبهها من السور؛ مثل: {الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1] و: {سَأَلَ سَائِلٌ} [المعارج: 1] و: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1]
و: {الْقَارِعَةُ} [القارعة: 1]، ففي تلاوة هذه السور ما يكشف لقلوب العارفين سلطانه وبطشه فتذهل منه النفوس، وتشيب منه الرؤوس. [قلت] وقد قيل: إن الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم من سورة هود قوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112] على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى. وقال يزيد بن أبان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي فقرأت عليه سورة هود فلما ختمتها قال: «يا يزيد هذه القراءة فأين البكاء». قال علماؤنا: قال أبو جعفر النحاس: يقال هذه هود فاعلم بغير تنوين على أنه اسم للسورة؛ لأنك لو سميت امرأة بزيد. لم تصرف؛ وهذا قول الخليل وسيبويه. وعيسي ابن عمر يقول: هذه هود بالتنوين على أنه اسم للسورة؛ وكذا إن سمى امرأة بزيد؛ لأنه لما سكن وسطه خف فصرف، فإن أردت الحذف صرفت على قول الجميع، فقلت: هذه هود وأنت تريد سورة هود؛ قال سيبويه: والدليل على هذا أنك تقول هذه الرحمن، فلولا أنك تريد هذه سورة الرحمن ما قلت هذه. اهـ.

.قال الألوسي:

سورة هود عليه السلام مكية.
11- كما أخرج ذلك ابن النحاس في تاريخه وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وابن مردويه عن عبدالله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما ولم يستثنيا منها شيئا وإلى ذلك ذهب الجمهور واستثنى بعضهم منها ثلاث آيات: {فعلك تارك}، {أفمن كان على بينة من ربه}، {أقم الصلاة طرفي النهار}.
وروي استثناء الثالثة عن قتادة قال الجلال السيوطي: ودليله من عدة طرق أنها نزلت بالمدينة في حق أبي اليسر وهي كما قال الداني في كتاب العدد مائة وإحدى وعشرون آية في المدني الأخير واثنتان في المدني الأول وثلاث في الكوفي ووجه اتصالها بسورة يونس عليه السلام أنه ذكر في سورة يونس قصة نوح عليه السلام مختصرة جدا مجملة فشرحت في هذه السورة وبسطت فيها ما لم تبسط في غيرها من السور ولا سورة الأعراف على طولها ولا سورة إنا أرسلنا نوحا التي أفردت لقصته فكانت هذه السورة شرحا لما أجمل في تلك السورة وبسطا له ثم إن مطلعها شديد الارتباط بمطلع تلك فإن قوله تعالى هنا: {الر كتاب أحكمت آياته} نظير قوله سبحانه هناك: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} بل بين مطلع هذه وختام تلك شدة ارتباط أيضا حيث ختمت بنفي الشرك وإتباع الوحي وافتتحت هذه ببيان الوحي والتحذير من الشرك وورد في فضلها ما ورد فقد أخرج الدارمي وأبو داود في مراسيله والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا هودا يوم الجمعة».
وأخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله قد شبت قال: «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت».
وأخرج ابن عساكر من طريق يزيد الرقاشي عن أنس عن الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا رسول الله أسرع إليك الشيب قال: أجل شيبتني سورة هود وأخواتها الواقعة والقارعة والحاقة وإذا الشمس كورت وسأل سائل، وقد جاء في بعض الروايات أيضا أن عمر رضي الله تعالى عنه قال له عليه الصلاة والسلام: أسرع إليك الشيب يا رسول الله فأجابه بنحو ما ذكر إلا أنه ذكر من الأخوات الواقعة وعم وإذا الشمس كورت.
وفي رواية أخرى عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت يا رسول الله لقد شبت فقال: شيبتني هود والواقعة إلى آخر ما في خبر عمر وفي بعضها الاقتصار على شيبتني هود وأخواتها وفي بعض آخر بزيادة وما فعل بالأمم من قبلي وقد أخرج ذلك ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله تعالى عنهما مرفوعا.
وأخرج ابن مردويه وغيره عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال له أصحابه: أسرع إليك الشيب فقال: شيبتني هود وأخواتها من المفصل والواقعة وكل ذلك يدل على خطرها وعظم ما اشتملت عليه وأشارت إليه وهو الذي صار سببا لإسراع الشيب إليه صلى الله تعالى عليه وسلم وفسره بعضهم بذكر يوم القيامة وقصص الأمم ويشهد له بعض الآثار وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي علي الشتري قال: رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في المنام: فقلت يا رسول الله روي عنك أنك قلت: شيبتني هود قال: نعم فقلت: ما الذي شيبك منها قصص الأنبياء عليهم السلام وهلاك الأمم قال: لا ولكن قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت} وهذا هو الذي اعتمد عليه بعض السادة الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم وبينه بما بينه والحق أن الذي شيبه صلى الله تعالى عليه وسلم ما تضمنته هذه السورة أعم من هذا الأمر وغيره مما عظم أمره على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بمقتضى علمه الجليل ومقامه الرفيع وهذا هو المنقدح لذهن السامع ولذلك لم يسأله صلى الله عليه وسلم أصحابه عما شيبه منها ومن أخواتها بل اكتفوا بما يتبادر من أمثال ذلك الكلام.
ودعوى أن المتبادر لهم رضي الله تعالى عنهم ما خفي على أبي علي فلذلك لم يسألوا على تقدير تسليمها يبقى أنهم لم لم يسألوا عما شيبه عليه الصلاة والسلام من الأخوات مع أنه ليس فيها إلا ذكر يوم القيامة وهلاك الأمم دون ذلك الأمر وكونهم علموا أن المشيب فيها ذلك وفي أخواتها شيء آخر هو ذكر يوم القيامة وهلاك الأمم يأباه ما في خبر أبي علي من نفيه صلى الله عليه وسلم وكون ما ذكر مشيبا مفهوما ما من سورة دون أخرى لا يخفى حاله وبالجملة لا ينبغي التعويل على هذه الرواية وإن سلم أنها صحت عن أبي علي واتهام الرائي بعدم الحفظ أو بعدم تحقيق المرئي أهون من القول بصحة الرؤية والتكلف لتوجيه ما فيها وسيأتي في آخر السورة إن شاء الله تعالى تمام الكلام في هذا المقام فليفهم. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في {الر كتاب أحكمت}:
هذه السّورة مكِّيَة بالإِجماع.
وعدد آياتها مائة واثنتان وعشرون عند الشَّاميّين، وإِحدى وعشرون عند المكيّين والبصريّين، وثلاث وعشرون عند الكوفيّين.
وكلماتها أَلف وتسعمائة وإِحدى عشرة كلمة.
وحروفها سبعة آلاف وستمائة وخمس.
والآيات المختلف فيها سبع: {بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}، {فِيْ قَوْمِ لُوْطٍ}، {مِنْ سِجِّيْلٍ مَنْضُوْدٌ}، {إِنَّا عَامِلُوْنَ}، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ}، {مُخْتَلِفِيْنَ}.
مجموع فواصلها (ق ص د ت ل ن ظ م ط ب ر ز د) يجمعها قولك (قصدْت لنظم طبرْ زَد).
وسمّيت سورة هود لاشتمالها على قصّة هود عليه السلام وتفاصيلها. المقصود الإِجمالىّ من السّورة: بيان حقيقة القرآن، واطِّلاع الحقِّ سبحانه على سرائر الخلق وضمائرهم، وضمانُه تعالى لأَرزاق الحيوانات، والإِشارة إِلى تخليف العَرْش، وابتداءِ حاله، وتفاوت أَحوالى الكفَّار، وأَقوالهم وتحدّى المُعْرِضِين عن العُقْبى، ولعن الظّالمين، وطردهم، وقصّة أَهل الكفر والإِيمان، وتفصيل قصّة نوح، وبشارة الملائكة لإِبراهيم وسارة بإِسحاق، وحديث لوط، وإِهلاك قومه، وذكر شُعَيْب، ومناظرة قومه إِيَّاه، والإِشارة إِلى قصّة موسى وفرعون، وبيان أَن فرعون يكون مقدّم قومه إِلى جهنَّم، وذكر جميع أَحوال القيامة، وتفضيل الفريقين والطريقين، وأَمر الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالاستقامة، والتَّجنُّب من أَهل الظُّلم والضَّلال، والمحافظة على الصّلوات الخمس، والطَّهارة، وذكر الرّحمة في اختلاف الأُمّة، وبيان القصص، وأَنباءِ الرسل.
لتثبيت قلب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، والأَمر بالتَّوكُّل على الله في كلِّ حال.
الناسخ والمنسوخ:
المنسوخ في هذه السّورة ثلاث آيات: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} م: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ} ن: {اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ} م آية السّيف ن: {وَانْتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} م آية السّيف ن. اهـ.